إعلان

نبي الله إدريس.. حكم مصر وينسب له بناء أول بيوت للعبادة وتعليم الناس الطب

04:47 م الأحد 13 يناير 2019

نبى الله إدريس عليه السلام

كتب- هاني ضوه:

أنبياء الله ورسله هم أصفياؤه من خلقه، اختارهم للقيام بمهمة عظيمة هي الدعوة إلى الله وإصلاح الناس، لذا فكتاب الله- سبحانه وتعالى- مليء بقصص الأنبياء الذين هم قدوة لنا، نستمد منهم العبر والحكم.

ويستعرض مصراوي في التقرير التالي قصة نبي من أنبياء الله الكرام ممن ذكر القرآن الكريم اسمه ونبوته وقصته، وتناولته التفاسير والتاريخ، فهو كما ذكر ابن إسحق أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة وثماني سنين. وقد قال طائفة من الناس إنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي لما سأل الرسول محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- عن الخط بالرمل فقال: "إنه كان نبي يخط به، فمن وافق خطه فذاك".

ونبي الله إدريس، كما ذكر الطبري، وابن كثير، وابن الأثير، والمسعودي هو أخنوخ من نسل شيث بن آدم، وتسميه الصابئة «هرمس»- ويفسرها المسعودي بـ«عطارد»- وهو على حد قولهم أول من خط بالقلم وعلّم الزراعة وتخطيط المدن ولبس المخيط والسكن في البيوت، ويضيف بعضهم القول بأنه أول من ركب الخيل وجاهد في سبيل الله، ويُجمعون أنه قد حذّر قومه من مخالطة نَسل قابيل، ولكن قومه عصوه وخالطوهم.

وارتباط نبي الله سيدنا إدريس- عليه السلام- بمصر كبير، فقد ذكر بعض مؤرخي التاريخ الإسلامي وعلمائه أنه حكم مصر، وأن البعض ينسب إليه بناء الأهرامات، وعن ذلك يقول الإمام السيوطي في كتابه «حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة» إن نبي الله إدريس- عليه السلام- بين من دخلوا مصر من الأنبياء، ويذكر رواية عنه أن أحد الملوك قد أراده بسوء ولكن الله عصمه، ثم دفع له أبوه العلوم المتوارثة عن جده، فطاف بالبلاد وبنى عشرات المدائن في مختلف الأنحاء أصغرها «الرها»- بالأناضول حاليًا- ثم عاد إلى مصر، وحكمها وزاد في مسار نهر النيل، وقاس عمقه وسرعة جريانه وكان أول من خطط المدن ووضع قواعد للزراعة وعلّم الناس الفلك والهندسة، ويربطه بالصابئة؛ فيقول إن بعضهم يدّعي أن أحد أهرامات مصر قبره والآخر قبر جده شيث بن آدم".

أما عن نسبة بناء الأهرامات إلى نبي الله إدريس- عليه السلام- فذكرها ابن تغري بردي في كتابه «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» ، فيقول: "إنه قد استدل من فهمه لحركة الكواكب على قرب الطوفان، فبنى الأهرامات وأودعها العلوم التي خشي من ضياعها".

وكذلك ذكر المقريزي في كتابه «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار»- المعروف باسم الخطط المقريزية- أن "إدريس مَلك مصر وكان أول من بنى بها بيوتًا للعبادة، وأنه أول من علّم الناس الطب".

ومن الأمور التي ميز بها نبي الله إدريس- عليه السلام- أنه رفع وهو وحي وقبضت روحه في السماء السابعة فقبره هناك، وهو أحدى التفاسير لقول الله تعالى عن نبيه إدريس في سورة مريم: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا).

وفي تفسيرها قال ابن جرير الطبري- رحمه الله- في كتابه "جامع البيان": "يعني به: إلى مكان ذي علوّ وارتفاع، وقال بعضهم: رُفع إلى السماء السادسة، وقال آخرون: الرابعة"، وكذلك قال الإمام ابن كثير في تفسيره: "قال سفيان، عن منصور، عن مجاهد: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) قال: رفع إلى السماء الرابعة، وقال العوفي عن ابن عباس: رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك بن مُزَاحم".

وهناك تفسير آخر أن المقصود في الآية: "الرفع المعنوي"، أي: رفعناه منزلةً عاليةً ومكانة رفيعةً بين الناس، وهي منزلة النبوة التي هي أعلى المنازل والمراتب.

وذكر القسطلاني في كتابه "المواهب اللدنية" ما نقل عن كعب الأحبار أن نبي الله إدريس عليه السلام تُوفِّي في السماء الرابعة، ولم تكن له تربة في الأرض.

واختلف العلماء: هل نبي الله إدريس لا يزال حيًا في السماء أم ميتًا، حسبما ذكر العدوي في كتابه "مشارق الأنوار" فقال قوم هو ميت، وقال قوم: هو حي، وقالوا: أربعة من الأنبياء أحياء، منهم في الأرض اثنان وهما الخضر وإلياس عليهما السلام، واثنان في السماء وهما عيسى وإدريس، كما ذكره الخازن في تفسيره.

 

فيديو قد يعجبك: