إعلان

أطفال مازحهم الرسول.. أمَة بنت العاص الصحابية التي داعبها النبي بالحبشية

02:31 م الجمعة 15 فبراير 2019

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم عطوفًا رحيمًا باشًا في وجوه الكل وخاصة الأطفال، فكانوا يمرحون حوله وفي حجره لا ينهاهم ولا يزجرهم سواء كانوا من أهل بيته أو غيرهم، وهو ما ذكرته لنا كتب السيرة النبوية المطهرة لتضرب لنا مثالًا للمحبة والرحمة والعطف.

ليس ذلك فحسب، بل كان صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله حريصًا على ممازحة الأطفال بما يستميل قلوبهم، وهو ما حدث مع أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص عندما كانت صغيرة، فتحكي لنا ما حدث، فتقول فيما رواه عنها الإمام البخاري في صحيحه: "أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع أبي وعلي قميص أصفر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سنه سنه"، وهي تعني بالحبشية "حسنة".
ثم تقول أم خالد بنت خالد بن سعيد: "فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزبرني أبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "دعها". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي". قال عبد الله فبقيت حتى ذكر.

وذكر العلماء عند شرح هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد مازح أم خالد بنت خالد بن سعيد لما كانت تلعب باللغة الحبشية لأنها ولدت في الحبشة، فمازحها ببعض ما يجري على لسانها، قال العيني: و"إنما كان غرض رسول الله من التكلم بهذه الكلمة الحبشية استمالة قلبها لأنها كانت ولدت بأرض الحبشة"، وفي ذلك تنبيه لنا إلى ضرورة مراعاة ممازحة الصبي بما يعقل ويحب أن يتحدث إليه به.

وأَمَةُ بنتُ خَالِد بن سَعيد بن العَاص هي ابنة الصحابي الجليل خالد بن سعيد بن العاص، هاجر أبوها إلى الحبشة مع أمها أمينة بنت خلف فولدت أمة في أرض الحبشة مع أخيها سعيد، ثم عادوا إلى المدينة المنورة في السفينتين بعد غزوة خيبر عام 7 هـ، حسبما ذكر ابن سعد في كتابه "الطبقات".

وهي من الصحابيات وعندما جاءت مع أبيها من الحبشة إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وعلى آله دعا لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطول العمر، وألبسها النبي صلى الله عليه وآله وسلم خميصة سوداء، فقالت: «أُتيَ رسولُ اللهِ بثيابٍ فيها خميصةٌ سوداءُ، قال: من ترَون نكسوها هذه الخميصةَ. فأسكتَ القومُ، قال: ائتوني بأمِّ خالدٍ. فأتي بي النبيَّ فألبسَنيها بيده، وقال: أبلي وأخلِقي. مرتين، فجعل ينظر إلى علمِ الخميصةِ ويشير بيده إليَّ ويقول: يا أمَّ خالدٍ هذا سنا. أي جميل بلغة أهل الحبشة.
وتذكر أنها في صغرها وهي عائدة من الحبشة مع أبيها وأمها في السفينتين متوجهين إلى المدينة المنورة سمعت النجاشي يقول لأصحاب السفينتين: "أقرئوا جميعًا رسول الله منّي السلام" : وتقول أمة: "وكنت فيمن أقرأ رسول الله من النجاشيّ السلام".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان