إعلان

من كنيسة ومدرسة إلى مسجد.. "الملا زيرك" ثاني أكبر صرح ديني بيزنطي بإسطنبول

02:05 م السبت 13 أبريل 2019

مسجد الملا زيرك

كتبت – سارة عبد الخالق:

يوجد بتركيا عدد كبير من المساجد التاريخية الأثرية التي تجذب الزوار والسائحين بروعة وجمال تصميمها، وهناك عدد قليل من هذه المساجد كانت في أصلها كنائس قبل أن تتحول إلى مساجد، ومن ضمن هذه المساجد "مسجد زيريك" أو "مسجد الملا زيرك" بالعاصمة اسطنبول.

يعد "مسجد الملا زيرك" ثاني أكبر صرح ديني بيزنطي بعد "آيا صوفيا"، ويعتبر من الآثار الهامة كمسجد وكمتحف أيضا بالإضافة إلى كونه نموذجا للهندسة المعمارية البيزنطية في القسطنطينية.

ويوجد المسجد في حي "زيرك" بمدينة "أستانة"، وقد بني المسجد على كنيستين للروم الأرثوذكس بعد فتح القسطنطينية، وقد بُني المسجد من قبل ابنة ملك المجر "لاسزلو" زوجة الإمراطور "ايوانس كومنينوس الثاني" في آواخر العهد البيزنطي.

كان "الملا زيرك" في الأصل إحدى كنائس دير "بانتوقراطور" ثم تعرضت هذه الكنيسة للأضرار أثناء الاحتلال اللاتيني، وبعد الفتح العثماني استخدم الدير في البداية كمدرسة.

ففي بادئ الأمر بعد الفتح العثماني تحول الدير إلى مدرسة ثم تحول إلى مسجد، وقد عين السلطان محمد الأول "زيرك محمد أفندي" كبير العلماء بالمدرسة، ولذلك سمي المبنى والحي باسمه، حيث افتتحت هذه المدرسة في عام 1453 م – وفقا لما أقره المؤرخون – وهو نفس التاريخ الذي افتتحت فيه جامعة اسطنبول، وفقا لما جاء في (الدليل السياحي لمدينة اسطنبول) لخليل ارسين اوجي.

وقد حدث ترميم كبير للبناء في القرن الثامن عشر، وقد اعتمد هذا الترميم والإصلاح على استخدام أسلوب "الفن الباروكي" الذي كان سائدا في هذا الوقت، وهو فن يعتمد على الزخرفة.

وفي عام 1950 تعرض البناء إلى حالة من الخراب، ثم قامت إدراة الأوقاف بترميمه في عام 1966، وعند نزع الأرضية الخشبية المفروشة تم اكتشاف الأرضية الأصلية القديمة المزينة، ومن ثم تم نقل منبر جامع "كاريه" إليه وفتح مكان للعبادة فيه.

أما عن تاريخ تحول المبنى إلى مسجد فيعود إلى الربع الأول من القرن الثاني عشر، في عهد السلطان محمد الثاني.

أما عن بناء المسجد، فقد تم بناء المسجد من الطوب، ويتألف من مئذنة واحدة بها شرفة أحادية، وبه خمس قباب تشكل غطاء سقف المسجد ككل.

فيديو قد يعجبك: