إعلان

بعد إغلاق "بورتلاند طرة".. زيادة المعروض وقلة الطلب تخنق شركات الأسمنت

02:56 م الأحد 19 مايو 2019

عامل يمسك بشيكارة أسمنت

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شيماء حفظي:

تواجه شركات الأسمنت العاملة في مصر، صعوبات كبيرة مع تراجع الطلب والزيادة الهائلة في المعروض، الأمر الذي أثر على نتائج أعمالها، وتحول بعضها إلى الخسائر، بما يهدد استمرار نشاطها.

وأعلنت شركة السويس للأسمنت، اليوم الأحد، عن إيقاف مصنع أسمنت بورتلاند طرة، التابع لها، مؤقتًا، نتيجة الخسائر التي يتكبدها المصنع، والتي وصلت في الربع الأول من العام الجاري إلى 72 مليون جنيه.

ووفقًا لبيانات 5 شركات أسمنت مدرجة في البورصة، فإن مبيعاتها تراجعت خلال الربع الأول من العام الجاري، بسبب زيادة المعروض وانخفاض الطلب المحلي على الأسمنت.

وقالت شركة أسمنت بورتلاند طرة، في بيان للبورصة اليوم، إن الطلب المحلي على الأسمنت انخفض في الربع الأول من 2019 بنسبة 8.8% مقابل نفس الفترة من العام الماضي، ليواصل الانخفاض على الطلب العام الثالث على التوالي.

وأشارت الشركة في بيانها، إلى أن سوق الأسمنت يشهد حاليا زيادة هائلة في العرض تتجاوز 30 مليون طن سنويا، في مقابل انخفاض الطلب، "ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار إلى مستويات لا تغطي تكلفة الإنتاج".

وقالت الشركة إنه برغم كل الجهود التي بذلتها لخفض تكلفة الإنتاج والتشغيل، "فإن الوضع المتفاقم في السوق يجعل من نشاط الأسمنت بالشركة نشاطا محققا لخسائر نقدية بصفة مستمرة، ولا يُتوقع له أن يشهد انفراجة في المستقبل القريب".

وذكر تقرير حديث لوحدة الأبحاث في بنك استثمار فاروس، صدر يوم الخميس الماضي، أن شركات الأسمنت تواجه ضغوطا كبيرة في ظل زيادة المعروض وانخفاض الطلب المحلي والصادرات، حيث تراجع الطلب بنسبة 9% ليسجل 12.3 مليون طن في الربع الأول من 2019، ما تسبب في تراجع أسعار المبيعات في الربع الأول بنسبة 5.3%.

وأضاف التقرير أن إجمالي إيرادات شركات الأسمنت انخفضت خلال الربع الأول من العام الجاري للشركات التي تعمل في السوق المحلي، بينما تمكنت الشركات التي تعتمد على التصدير من تحقيق استقرار لإيراداتها مقارنة بنفس الربع من العام الماضي.

وتشكو شعبة الأسمنت في اتحاد الصناعات المصرية، بصفة مستمرة، من التحديات التي تواجه الشركات بسبب ارتفاع الفائض في الإنتاج عن الطلب بنحو 33 مليون طن بنهاية العام الماضي، حيث وصل إجمالي الطاقة الإنتاجية لمصانع الأسمنت في مصر والبالغة 19 شركة بينها 18 شركة قطاع خاص، نحو 83 مليون طن العام الماضي، بحسب بيانات سابقة من الشعبة.

وتظهر نتائج أعمال الشركات المدرجة في البورصة، أن شركة مصر للأسمنت – قنا، حققت تراجعًا في أرباح الربع الأول من العام الجاري بنسبة 80.9%، حيث سجلت صافي ربح 12.05 مليون جنيه مقابل 63.1 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وتراجع ربح شركة العربية للأسمنت، خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 96.3%، وسجلت صافي ربح بقيمة 5.97 مليون جنيه مقابل 162.01 مليون جنيه أرباح خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وكذلك تراجعت أرباح شركة مصر بني سويف للأسمنت، بنسبة 76.5% خلال الربع الأول من العام، فسجلت صافي ربح بقيمة 29.53 مليون جنيه مقابل 125.9 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي.

كما ارتفعت خسائر شركة الإسكندرية لأسمنت بورتلاند، بنسبة 123% لتسجل خسائر بقيمة 77.6 مليون جنيه مقابل خسائر بقيمة 34.8 مليون جنيه، وهو ما عزته الشركة، في بيان للبورصة، إلى انخفاض الاستهلاك وزيادة المعروض ما أثر على أحجام المبيعات، والضغوط في أسعار البيع بسبب زيادة المعروض في سوق الأسمنت.

وفي اجتماع للجمعية العامة لشركة السويس للأسمنت، في 23 أبريل 2019، قالت الشركة إنها تأثرت سلبًا بشكل كبير بسبب زيادة تكاليف الإنتاج وانخفاض المبيعات ودخول الطاقة الإنتاجية الجديدة حيز الإنتاج بكامل طاقتها في النصف الثاني من 2018، بحسب محضر الاجتماع المرسل للبورصة.

وكذلك علقت شركة جنوب الوادي للأسمنت على تراجع أرباحها السنوية، في تقرير أرسلته للبورصة يوم الخميس الماضي، قالت فيه إن أرباحها في 2018 انخفضت بنسبة 54%، نتيجة انخفاض الأسعار مع زيادة المعروض.

وسجلت الشركة ربح بقيمة 10.18 مليون جنيه في 2018 مقابل 22.14 مليون جنيه أرباح خلال 2017، بحسب البيان.

وقالت الشركة إنها عانت من انخفاض شديد في هامش ربح التشغيل بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج الذي لم يوازه ارتفاع في سعر الأسمنت، مشيرة إلى أن الأسعار انخفضت نتيجة أن المعروض أكثر من الطلب بحوالي 40%.

وأضافت أن رسم تنمية الموارد الخاصة بالطفلة وأسعار المواد الخام والطاقة ارتفعت بنسبة 30 إلى 40% بسبب إلغاء الدعم دون انعكاس هذه الزيادة على سعر الأسمنت وانخفاض السيولة اللازمة لمواجهة التزامات الشركة.

مخاوف مستقبلية

وفي ظل استمرار التحديات التي تواجه شركات الأسمنت، توقع تقرير فاروس استمرار موجة انخفاض الأسعار في الربع الثاني من عام 2019، نتيجة ضعف الطلب في شهر رمضان، واستمرار زيادة المعروض.

وقال تقرير فاروس، إنه "فيما عدا البنود الاستثنائية، وأرباح فرق العملة، والأرباح الرأسمالية، نتوقع أن القطاع سيواصل تقديم مستويات أداء سلبية، كما أن الضغط على هوامش الربح سيستمر هو الآخر".

وترى فاروس، أن هناك عدة سيناريوهات يمكنها تحسين أوضاع شركات الأسمنت، وتتضمن إجراءات إصلاح القطاع، أو استعادة الطلب، أو تخارج مزيد من المنتجين من السوق، فيما أشار التقرير إلى أن "أي شيء آخر بخلاف ذلك سيدعو إلى استمرار حالة الضعف في السوق".

اقرأ أيضًا:

"السويس للأسمنت" تقرر إيقاف مصنع "بورتلاند طره" مؤقتا بسبب الخسائر

فيديو قد يعجبك: