إعلان

جيلي وأفتخر.. حدوتة مصرية "2"

د طارق عباس

جيلي وأفتخر.. حدوتة مصرية "2"

د. طارق عباس
07:00 م الأحد 03 أكتوبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أدرك كاتبنا الدكتور ياسر عبد العزيز – منذ اللحظة الأولى لتخرجه سنة 1990 في كلية الإعلام جامعة القاهرة – أن مجال الإعلام ليس عملا سهلا، وإنما يحتاج لجهد ومثابرة ووعي بقدراته وخبراته وبطبيعة الواقع الذي يعيش فيه؛ لذلك حفر بأصابعه في الصخر كي يبدأ عمله قويا، الكفاءة سلاحه والتميز سبيله الوحيد لفتح نوافذ الإعلام على مصاريعها، من هنا لم يدخر الرجل جهدا في الاتصال بالجرائد والمجلات المصرية والعربية ، وأسعفه سعيه للعمل بجريدة "الرياض" ثم "مجلة اليمامة السعودية" وبعد سنة واحدة تقدم كاتبنا لامتحانات شفوية وتحريرية لكي يصبح من العاملين في وكالة "أنباء الشرق الأوسط" ونظرا لاجتيازه تلك الامتحانات بجدارة، فقد تم تعيينه بالوكالة وكانت تلك أول ومضة حقيقية في المشوار الإعلامي لكاتبنا، ولَما أثبت ذاته وتعددت نجاحاته اتسعت فرصه وانفتحت أمامه أبواب الصحف والمجلات، وإذا به شبه موسوعة تتحرك على الأرض، تتعدد إسهاماته وتتنوع نشاطاته، يكتب بانتظام في أكثر من ثلاث صحف "الوطن والمصري اليوم والشرق الأوسط" ناهيك عن الدوريات مثل : مجلة شؤون عربية والإنساني وإصدارات الأهرام المتنوعة تقرير الحالة الاستراتيجية والتقرير الاستراتيجي العربي ومجلة ديمقراطية، كما تقلد كاتبنا الكبير العديد من المناصب الصحفية ، فكان "رئيس القسم الخارجي في صحيفة الاتحاد الإماراتية في أبو ظبي ومراسلا لمجلة الوسط اللندنية ومستشار جريدة المصري اليوم ومدير مركز التدريب فيها ومستشار صحيفتي الوطن والمدينة السعوديتين ثم مدير مكتب الشرق الأوسط بالقاهرة"، كما أفاض كاتبنا بخبراته على طلاب الإعلام من خلال قيامه بالتدريس في العديد من الجامعات مثل : "جامعة المستقبل وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا للنقل البحري سواء بالإسكندرية اوالقاهرة وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا".

الأهم من ذلك كله أن كاتبنا عشق مهنة التدريب ومارسها بمنطق المغرم المحب؛ ليقينه وإيمانه بأن تصدير الخبرة والمعرفة للآخرين، رسالة عظيمة وقيمة، لا بد من أدائها على أكمل وجه؛ لذلك اختارته "هيئة الإذاعة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" كي يكون مدربا فيها، ثم اتسع المجال وأصبح الدكتور ياسر من الأسماء اللامعة في مجال التدريب في معظم الدول العربية، وما لبث أن تحول لمدرب حر لأكثر من 3000 متدرب حول العالم منهم في ألمانيا وتركيا وإنجلترا، وهم ليسوا من الإعلاميين فقط بل منهم برلمانيون وحقوقيون ومدرسون وضباط جيش وشرطة خاصة فيما يتعلق بمسألة "تعزيز الاتصال" كما كان لكاتبنا اهتمام خاص بمجال حقوق الإنسان ورفع كفاءة الحقوقيين وتدريبهم من أجل تنمية طاقاتهم وتعزيز قدراتهم خاصة أنه كان عضوا في "المجلس القومي لحقوق الإنسان" منذ سنة 2013.

تبنى الدكتور ياسر عبد العزيز في مقالاته العديد من الأفكار والقضايا المهمة برؤية موضوعية وتحليلية إلى درجة أن أهل الرأي والمسؤولية كانوا يلتفتون لما يعبر عنه كاتبنا ويولونه اهتماما كبيرا، فهو أول من نادى بحتمية وجود إدارة مستقلة للإعلام المصري ليس من خلال موظف تنفيذي "وزير الإعلام" بل من خلال مجالس متخصصة في تنظيم الإعلام وقد أتيحت له الفرصة لتكريس تلك الفكرة، عندما كان المتحدث الرسمي باسم المبادرة المصرية لتطوير الإعلام، والتي كان يرأسها المرحوم الأستاذ حمدي قنديل، وأهم أعضائها منى الشاذلي ودينا عبد الرحمن وحافظ المرازي ويسري فودة، وقد ثبتت موضوعية وجهة نظر كاتبنا بعد تعيين وزير للإعلام سنة 2020، وأكد كاتبنا وقتها أن الوزير الجديد سيكون بلا صلاحيات وهو ما كان فعلا وانتهى باستقالة الوزير.

ولبُعد نظر الكاتب وأهمية آرائه وأطروحاته استُدعِيَ للاستشارة في بعض بنود دستوري 2012 – 2014، فإذا بأفكاره ومقالاته مواد "211 – 212 – 213" في دستور 2014.

إن الكاتب والناقد والمحلل والمدرب والخبير الإعلامي الدكتور ياسر عبد العزيز، رجل أحب عمله واحترم قلمه وتبنى قضايا جديرة بالاهتمام وكان ولا يزال حريصا على كلمته مدافعا عن قناعاته ولم يبخل أبدا بخبراته؛ فاستحق أن يكون نجما في سماء الإعلام يضيء الطريق لكل من يبحث لنفسه عن هدى.

إعلان

إعلان

إعلان