إعلان

بولندا.. لماذا نشرت بها واشنطن قوات إضافية؟ وما الدور الذي تلعبه في الأزمة الأوكرانية؟

01:33 م الأحد 13 مارس 2022

لاجئون أوكرانيون في بولندا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

أعلنت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس الماضي، أن بلادها ستنشر ٤٧٠٠ جندي إضافي في بولندا، كما سلمتها بطاريتي صواريخ باتريوت.

بينما يستمر الغزو الروسي لأوكرانيا، أصبحت بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حلقة الوصل بين الغرب وكييف. وعلى حدود الدولة التي مزقتها الحرب، تعمل وارسو كمحطة استراتيجية للعديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، لتزويد جارتها بالمساعدات العسكرية، كما فتحت أبوابها أمام آلاف اللاجئين الفارين من النزاع.

مع ذلك، أثار قربها من أوكرانيا في ظل التوترات المتزايدة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي المخاوف من امتداد الحرب إليها. لذلك، أعلن ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف الناتو يوم الجمعة بمناسبة الذكرى الـ٢٣ لانضمام بولندا إلى الحلف، أنهم ضاعفوا وجودهم العسكري في البلاد إلى أكثر من الضعف في الأسابيع الأخيرة الماضية، ليبعث برسالة واضحة مفادها أن حلفاء الناتو يقفون معًا.

وشدد ستولتنبرج على أن أعضاء الناتو:"سنحمي بولندا، وسندافع عن كل شبر من أراضي الحلفاء".

ما هو نظام الدفاع الصاروخي الذي نُشر في بولندا؟

1

نشرت الولايات المتحدة نظامي دفاع صاروخي باتريوت في بولندا، ووفق وزارة الدفاع الأمريكية فإنه نظام دفاع جوي صاروخي من نوع أرض- جو متنقل يتصدى لتهديدات الصواريخ والطائرات ويدمرها.

ويأتي هذا النظام مجهز برادارات للكشف عن الصواريخ القادمة، ويشمل مزيج من صواريخ باتريوت ذات القدرات العالية و صواريخ PAC-2 ذات الرؤوس الحربية التفجيرية.

يتكون طاقم المنظومة من ١٢ عنصرًا، تتكون الوحدة من ٨ بطاريات يمكنها إطلاق ٦٤ صاروخًا، ويبلغ طول الصاروخ حوالي ٥ أمتار ويزن الـ٩٠٠ كيلوجرام، كما تزيد سرعته على سرعة الصوت.

ووفقًا لتقرير صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، تم نشر صواريخ باتريوت لأول مرة في عام ١٩٨٢، بعد مرور عام على تصنيعها.

لماذا عززت الولايات المتحدة من وجودها العسكري في بولندا؟

2

تاريخيًا، كانت بولندا تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي لسنوات حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، ومع ذلك خلال الحرب العالمية الثانية، وجدت وارسو نفسها محاصرة بين الجيوش الغازية لألمانيا النازية وروسيا. وفي عام ١٩٩١ فقط شهدت بولندا أول انتخابات برلمانية وبدأت القوات السوفيتية في مغادرة المنطقة.

والآن، مع الزحف الروسي باتجاه أوكرانيا، يخشى قادة بولندا من أن يصعد الرئيس الروسي الحرب ويدخل أراضيهم، خاصة وأن موسكو لم تتوقف عن انتقاد وارسو.

وعلى مدار السنوات الماضية، أعلنت بولندا رفض ما تعتبره تلاعب سياسي في بيلاروسيا، حليفة موسكو المقربة والتي استخدمت أراضيها من أجل ارسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا في الغزو الحالي.

وكانت بولندا قد دعت إلى فرض عقوبات على الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عندما وصل إلى الحكم في عام ٢٠٢٠ من خلال انتخابات يُزعم أنها مزورة.

في الشهر الماضي، أي قبل شهر من الغزو الروسي لأوكرانيا، حذر الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا من أن القوات الروسية في بيلاروسيا تشكل تهديدًا لبولندا ودول البلطيق الأخرى.

ودعا وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو وزير نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن إلى العمل على نشر قوات الناتو لمواجهة التهديدات الروسية، حسبما نقلت صحيفة واشنطن بوست.

وردًا على هذه المخاوف، أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي خلال زيارتها للعاصمة البولندية وارسو، أن الولايات المتحدة سلمت بولندا أنظمة باتريوت "كتذكير ودليل على التزام الولايات المتحدة بأمن حلفائها، خاصة بولندا في هذا الوقت" على حد قول السياسية الأمريكية.

رحب الرئيس البولندي أندريه دودا بالوجود العسكري الأمريكي في بلاده وسط ما وصفه بـ"شهية روسيا الامبريالية"، وقال مُحذرًا:"إذا لم يستجب العالم لما يحدث... إذا لم يتصدى حلف شمال الأطلسي، ولم يأخذ موقفًا متشددًا ضد روسيا، سنرى المزيد من الهجمات والتي ربما، عاجلاً أو آجلاً، تصيب بلدنا، وستصبح بولندا ضحية".

كيف ساعدت بولندا أوكرانيا؟

3

ومنذ اندلاع الحرب، كانت بولندا في مقدمة الدول التي تقدم المساعدات الإنسانية والعسكرية لأوكرانيا. باستخدام موقعها الاستراتيجي، أكد المسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنه بعد وقت قصير من الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، نُقلت المخزونات العسكرية من ألمانيا إلى بولندا ورومانيا لتصل في نهاية المطاف إلى منطقة النزاع، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

ومع ذلك، قالت تقارير إعلامية إن تقديم المساعدات العسكرية من بولندا يُنظر إليه باعتباره جهد فردي تقوم به بعض الدول، والعديد منها متحالف مع الناتو، وليس كعملية رسمية يقوم بها الحلف أو الاتحاد الأوروبي خشية من تصعيد التوترات.

في الآونة الأخيرة، عرضت بولندا إرسال كل طائرتها المقاتلة من طراز ميج-29 إلى قاعدة جوية أمريكية في ألمانيا لنقلها بعد ذلك إلى ألمانيا، غير أن واشنطن رفضت المقترح، وقال السكرتير الصحفي الأمريكي جون كيربي، الأربعاء الماضي، إن نقل الطائرات المقاتلة في الوقت الحالي قد يعطي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة خاطئة، ويتعامل معها كخطوة تصعيدية، وتابع:"لن يكون هذا مضرًا فقط لأعضاء الناتو، وللولايات المتحدة وأمننا القومي، ولكن أيضًا إذا تصاعد الصراع بشكل أكبر، فمن المؤكد أنه لن يكون مفيدًا للشعب الأوكراني".

كذلك قدمت بولندا بمفردها مساعدات عسكرية لأوكرانيا، ومثل معظم الحكومات الأجنبية، امتنع وزير الدفاع الوطني البولندي، ماريوس باشاكزاك، عن الكشف عن تفاصيل المساعدات التي قدمتها بلاده لكييف.

علاوة على ذلك، باتت بولندا ملاذًا لآلاف اللاجئين الفارين من ويلات الحرب، ووفقًا للبيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فحتى 11 مارس، غادر ما يتجاوز الاثنين مليون ونصف المليون أوكراني بلادهم وصل منهم حوالي مليون ونصف المليون إلى بولندا.

وردًا على ما قدمته وارسو لكييف حتى الآن، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، الجمعية الوطنية البولندية على دعمها، ونقلت دويتشه فيله قوله:"نحن نقاتل من أجل دول البلطيق، وبولندا، حتى لا يضطروا لمواجهة روسيا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان