إعلان

من ''غزة'' لـ''أسيوط'' لـ''فوز الأهلي''.. المصري صاحب ''توليفة'' الحزن والفرح

10:01 م الأربعاء 21 نوفمبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - يسرا سلامة:
حزن المصريون على حادث ''قطار أسيوط'' الذى راح ضحيته أكثر من خمسين طفلاً، وغضبوا أيضاً - ولازالوا - بسبب أحداث العدوان على قطاع غزة، لكنهم أيضاً لم يفوتوا الفرصة في التهليل لفوز ناديهم المعشوق ''الأهلى'' بكأس أفريقيا بعد انتصاره على نظيره التونسى فى مساء نفس اليوم، ليصبح يوم ''العجب'' للمصريين.

انتصر النادي الأهلى بهدفين مقابل هدف واحد، لكن أهداف الهزيمة فى ''مرمى الشعب المصري'' كانت أكثر من ذلك؛ فصباح السبت استيقظ المصريون على كارثة اصطدام أتوبيس الأطفال من معهد النور الأزهري بقطار الصعيد بقرية منفلوط بمحافظة أسيوط، ليأتي جملة على مجموعة من الكوارث مثل ''عدوان الكيان الصهيوني على قطاع غزة'' منذ أسبوع كامل، هذا بجانب جملة الانسحابات من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، والتى تهدد أول وليد لمصر بعد الثورة، بعد طريق الديمقراطية الذى قطعه المصريون ''بشق الأنفس''.

جملة المصائب السابقة لم تنس المصريين فرحتهم بفوز النادي الأهلي، البعض شاهد في هذا الموقف ''شيزوفرينيا'' واضحة للشعب المصرى، كما ربط البعض ردود الأفعال ''المتناقضة'' هذه، بردود الأفعال تجاه حادث عبارة السلام فى 2006 وفوز المصريين بكأس أفريقيا فى نفس الوقت، فهل مصر ''بلد المتناقضات''، ويليق بنا أن نكون شعب ''كل حاجة وعكسها'' ؟ أم أن للمشهد تفسيرات أخرى؟.

يتولى الإجابة على هذا السؤال الدكتور ''أحمد عبد الله'' - أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق - والذى أكد أن احتفال المصريين بفوز رياضي في نفس يوم كارثة أسيوط ليس بالضرورة ''شيزوفرينيا'' لدى المصريين، لكن له أكثر من تفسير؛ مثل رغبة المصريين فى تخفيف الشعور بالألم قائلاً:'' لأن الإنسان إذا تعرض لألم شديد يميل إلى الدخول فى حالة فرح جماعي لتفريغ المشاعر المكبوتة والحزينة، ومثال على ذلك ''الزار'' المتواجد في الثقافة الشعبية المصرية، والذى يساعد المصريين فى خروج همومهم وأحزانهم'' .

ويضيف ''عبد الله'' قائلاً:'' إن المرجع الحديث في تفسير سلوك المصريين هو الثورة، وكان فيها الملايين مع بعض في اجتماع لم يتكرر في التاريخ الحديث، وأيضاً اجتمع فيه أحزان المصريين وأفراحهم؛ فبعد سقوط الشهداء والمصابين احتفل المصريون بالثورة، من خلال الأغاني ورسم الجرافيتى واحتفال بعد التنحي، وهو مؤشر أن المصريين لديهم ''توليفة'' الحزن والفرح؛ فبرغم الآلام ''بيحاولوا يفرحوا''.

واستنكر ''عبد الله'' أن يتم ربط رد فعل المصريين تجاه مباراة الأهلي وأحداث أسيوط بحادث عبارة السلام الأليم والتي فازت مصر فى نفس الوقت بكأس الامم الأفريقية، وتشابهت ردود الفعل؛ حيث يقول الطبيب النفسي ''إن ظروف حادث العبارة كانت مختلفة؛ فالمصريين وقتها كانوا يتجرعون الألم من الحادث دون رد فعل بسبب سلطة الدولة، أما بعد الثورة فالمصريين يشتكون ''بسبب وبدون سبب''، وبالرغم من فوز الأهلي، إلا أن حادث قطار أسيوط لم يمر عليهم مرور الكرام، وكان محل غضب الكثير من أبناء الشعب المصري .

هموم السياسة والحوادث وحتى هموم الأشقاء لم تمنع المصريين بالتهليل عند إطلاق صفارة الحكم في مباراة أكبر نادى مصري وفوزه بالكأس، ليبقى سلوك الشعب المصري لغزاً يحير الجميع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان