إعلان

"كونترول زد".. كيف تقاوم الانتحار بفيلم إذاعي؟

01:28 م الأحد 19 مايو 2019

الطالبات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

لم يكن مشروع التخرج بالنسبة لأشرقت النقلي، محض درجات تحتاج إليها، بل التمست فيه أملًا يُعينها على الحياة التي حاولت مغادرتها ذات مرة.

"كونترول زد".. هو اسم مشروع التخرج لست طالبات بكلية إعلام، جامعة القاهرة، قررن عمل فيلم إذاعي عن شاب يُحاول الانتحار، تقول أشرقت "كنا بنتكلم في الأساس عن فكرة إعادة التدوير، وجت بنت اقترحت علينا ما تيجي نعمل ريسايكل لنفسنا أحسن"، من هنا جاءت فكرة الفيلم الإذاعي عن مرض الاكتئاب ومحاولات الانتحار.

استغرق العمل على المشروع خمسة أشهر، فيما لم يأخذ التسجيل سوى 8 ساعات في استديوهات إذاعة بالكلية، كانت كتابة الفيلم من نصيب أشرقت وزميلتها هبة، وخلال العمل عليها "أنا حاولت الانتحار قبل كده لكن اكتشفت بالصدفة إن هبة كمان حاولت تنتحر"، تلك المُصادفة جعلت من النص حيًا وقريبًا من الفتاتين.

1

حيث استعانا في كتابة الحلقة بقصة حقيقية لصديق "هو كان مدرب سباحة ومنقذ على الشط، ولما اختار طريقة الانتحار قرر يرمي نفسه في البحر، بس عشان هو بيعرف يعوم لقى نفسه لا إراديًا بيعوم لحد ما وصل، كأنها رسالة من ربنا ليه بتقوله حتى لو من جواك مش عايز الحياة دي، ربنا عايزك تعيش".

لم تحاول أشرقت أو هبة كتابة قصتهما، لكن بشكل تلقائي كانت الفكرة قريبة من ذاتهما، ليخرج النص به من المشاعر التي اختبرتها الفتاتان، ففي إحدى مقاطع الفيلم جاء ذكر قصة النبي يوسف حين كان في البئر ينتظر أحدًا ينتشله "ده كان شعور هبة لما حاولت تنتحر مجاش في بالها غير قصة سيدنا يوسف"، كذلك أشرقت حين وجدت أن محاولتها باءت بالفشل، وأن الحياة تستحق أن تعاش "لقيتني بكتب جمل أنا حستها اوي"، ففي نهاية الفيلم يقول البطل "الآن زالت تلك الغمامة ورأيت الشمس لأول مرة".

واجه طلبة كونترول زد بعض المشاكل، من بينها تصورهم لعدد من الممثلين الذين سوف يستعينوا بهم "واضطرينا إننا نشوف ناس تانيين غيرهم"، وقام الفريق بالاستعانة بالكاتب عمرو عبد الحميد صاحب رواية "أرض زيكولا"، ليظهر بصوته داخل الفيلم.

2

كل كلمة كتبها الفريق للفيلم لم توضع اعتباطًا "إما هي جزء من تجاربنا مع الانتحار، أو معلومات حقيقة أخدناها من دكاترة نفسيين"، حيث التقى الفريق بثلاثة أطباء نفسيين، "وحولنا نصايحهم داخل النص".

ولم يكتف الفريق بالإعداد للفيلم فقط، بل قاموا بتوزيع اختبار اكتئاب على زملائهم، لمعرفة هل لديهم المرض أم لا "لأن كتير بيقولوا إنهم مكتئبين لكن ميعرفوش إن المرض أبعد من شوية مود متغير".

وتلقى الفريق ردود أفعال كثيرة على الفيلم الإذاعي، حيث سمعه أطباء نفسيون ومرضى اكتئاب، وتذكر أشرقت "كتير من الدكاترة شافوا إننا اتعاملنا مع محاولة الشاب للانتحار بشكل صح"، كما وجد مرضى الاكتئاب أن الجزء الخاص بمناجاة الشاب لربه حقيقية "وإنهم مروا فعلًا باللحظات دي وكانوا مستنيين رسالة من ربنا".

3

لم يحقق كونترول زد مركزًا بين مشروعات التخرج "لكن ده مكنش هدفنا"، بل كان له هدف أبعد من ذلك، يتضح في شعار الفيلم وهو "مشروع للحياة"، يخطط الفريق لعمل مبادرة تجمع عدد من الأطباء النفسيين "وهنعمل حلقات راديو ومعاهم ومقابلات مع ناس حاولت تنتحر وناس بتتعالج من الاكتئاب"، كما أنهم سيستقبلوا الرسائل الخاصة بمرضى الاكتئاب عبر صفحة المشروع على الفيسبوك.

تعلم أشرقت جيدًا أنها استفادت من العمل على المشروع، وجدت فيه مصدرًا للأمل "لقيت إنها فرصة جديدة ربنا ادهالي عشان أحس باللي حواليا ونبقى احنا المنقذ للناس اللي بتحاول تنتحر".

فيديو قد يعجبك: