إعلان

أبطال الإفطار الجماعي.. أكل سيدات المطرية "يساع من الحبايب ألف"

10:41 م الإثنين 20 مايو 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - شروق غنيم:

تصوير - روجيه أنيس وشروق غنيم:

هنا تحل أجواء العيد قبل قدومه؛ في الخامس عشر من رمضان تدب الحركة داخل منازل عزبة حمادة بالمطرية، تدور الأطباق والصواني، تتحد أياد سيدات المكان، فيصنعن كل ما لذ وطاب لأجل الإفطار الجماعي الذي ينظم منذ سبع سنوات.

1 (21)

في المنطقة تعرف أم سامح عن طريق أكلها، صارت تحمل لقب رّيسة "كباب الحلة"، لذا حين نُظم أول إفطار جماعي أسندت لها مهمة إعداد ذلك الصنف، من حلة واحدة كانت تصنعها وصولًا إلى سبع أواني كبيرة الحجم، تضم بداخلها ١٤٠ كيلو جرامًا من اللحم، بينما يتخلله ثلاثين كيلو من البصل.

1 (23)

اعتادت السيدة صاحبة الـ59 عامًا على إعداد مزيد من الطعام حتى في وجبة أسرتها اليومية، لا تعرف منطق "إني أعمل أكل على الأد، البيت دايمًا مفتوح لصحاب ولادي وكل الجيران، في أي لحظة ممكن ننده ع حد عشان يتغدى معانا"، لذا حين هّمت بإحضار كميات كبيرة لم تشعر بالمشقة، يحركها الشعور ذاته "لمّة الحبايب متتعوضش"، وحتى إن داهمها الإرهاق تنساه حين تسمع بعد الإفطار "بيبقوا بيسألوا عيالي أمك بتعمل كباب الحلة ده إزاي، واللي يقولي أنا باجي الحفلة مخصوص عشان الأكل من أيدك، الجملة دي لما تتقال حتى لو عيان بتشفى".

1 (24)

١٥ فردًا كانو سببًا للم شمل منطقة بحالها، بدأت الفكرة بهم ومعها صنعت أيادي السيدات الطعام "كل واحدة كانت تعمل يا دوب حلة واحدة"، تحكي شيماء سيد، لكن ما لبث أن زاد عدد الأحباب "كل واحد يجيب صاحبه وقريبه ومعاه الخير زاد وبقى من حلة محشي واحدة عملتها لخمس حلل دلوقتي".

1 (25)

بعد صلاة الظهر تبدأ الأجواء في الشارع، تتوزع المهام على الشباب، أحدهم مسئول عن شوي اللحوم في الشارع، آخرين ينظفون الفواكه، البعض لتجهيز طاولة الإفطار الطويلة، فيما يصعد الصغار للبيوت لإنزال طعام السيدات إلى الشارع.

1 (33)

تتبدل معالم شارع أبو طالب بالعزبة، تحمل البلالين والزينة البهجة للبيوت، صخب الشباب لا يزعج الكبار بل يصير محبب "حسِهم هو اللي بيدي معنى لليوم"، تتدلى الرؤوس من الشبابيك والبلكونات لرؤية ما يدور في الشارع، بينما لا تفارق البسمة شفاه أهل المكان.

1 (27)

كأنها حفلة كما وصفتها أم سامح، يشارك الصغير قبل الكبير في الحدث، في الشوارع وداخل البيوت يعيش أهل المكان الحماس ذاته، ليلة الإفطار لم تنم صاحبة الـ41 عامًا، أنهت صلاة قيام الليل ثم جلست تحضر نفسها "ولادي بيبقوا مستغربين إزاي أما بعملهم شوية فطار بتعب في حين إن قدامي ٢٠ كيلو بتنجان قاعدة بعمله من إمبارح".

1 (34)

تبدأ السيدات في إعداد أساسيات الطعام من الليلة التي تسبق الإفطار الجماعي "عشان ميبوظش، محدش عنده تلاجة تساع الرزق ده كله"، تقول السيدة الأربعينية، بينما تُكمل في تمرير حبات الرز إلى عُنق الباذنجان، كذلك تصف الشارع رغم ضيقه لكنه "يسع من الحبايب ألف".

1 (20)

لكل وعاء طهي لاصق يحمل اسم صاحبته "لما بنخلص الشباب بياخدوها مننا عشان يغسلوا هما المواعين"، تمتن السيدات للشباب إذ يوفرن لهن كل شئ "هما اللي بيقضوا مشاوير السوق، بيجيبولنا الخضار واللحمة لحد البيت".

1 (31)

طيلة ثلاثين عامًا تسأل أم عماد نفسها كل صباح "إيه عزبة حمادة اللي اتجوزت وسكنت فيها دي"، غير أن عادة الإفطار الجماعي في رمضان غيرت إحساسها تجاه المكان "يمكن مبشاركش بفلوس بس بحب قعدتي طول اليوم أعمل المحشي للي هيفطروا".

1 (22)

شاركت صاحبة الـ55 عامًا منذ ست سنوات في الحدث، في كل مرة يزداد كمية الطعام فتحمل محبة أكبر لليوم، حتى أن ابنتها حين تزوجت ورحلت عن المكان "قولتلها هاتي حلة من جهازك أعمل فيها، عشان أحس إنها بتشارك معانا".

1 (11)

تفاصيل المشاركة في الحدث الخاص، يتحاكى عنها أبناء المنطقة لسنة قادمة، لذا لم يكن أمام نجلاء أحمد سوى المشاركة رغم أنها تحمل جنينًا "النهاردة أول يوم في الشهر التاسع، ورغم التعب حبيت أساعد عشان حتى أما العيل ييجي أقوله إن هو كمان شارك".

1 (8)

عام تلو الآخر يتغير شكل الاحتفال، من الزينة والاستعدادات "في تاني سنة جيبنا شاشة تعرض صور أهل المنطقة سواء اللي مسافر أو مات"، يغيب أحد الأفراد أحيانًا عن الجمع إلا أن لأهالي العزبة طريقة لإيصال اليوم له، كما الحال مع أحد شباب العزبة الذي سافر للخارج "وقت الفطار بنكلمه فيديو يشوف الشارع والفطار كإنه معانا".

1 (10)

لم تكن تعرف الحاجة جميلة تلك العادة، قبل ثلاث سنوات اضطرت لترك سكنها في الأقصر لتجلس مع أبناء شقيقها الذي رحل هو وزوجته "لازم أقضي رمضان معاهم عشان ميبقوش لوحدهم"، كانت أول مرة للسيدة الخمسنية أن تقصي الشهر الكريم بعيدًا عن بلدتها لكن الإفطار الجماعي جعلها تشعر "بإني مش بعيد عن هناك"، منحها الونس وكذلك النشاط "بقعد أقطع ييجي ٢٥ كيلو بصل من غير ما أتعب حتى ولا عيني توجعني".

1 (15)

مع الساعات الأخيرة التي تسبق الإفطار تشتد الأجواء، يبدأ الشباب في حمل أواني الطعام ورصها على الطاولات، بينما الأجواء في البيوت لا تختلف، تجتمع سيدات كل بناية ليفطرن سويًا "كل بيت كإنه عيلة واحدة"، بينما لا تغيب أنظارهم عن الشارع، يتطلعن خلال دقائق معدودة للفطار إلى البلكونات يبصرن المشهد "إحنا عزوة كبيرة مش مجرد ناس ساكنة مع بعض في الشارع".​

1 (17)

فيديو قد يعجبك: